يعتبر شهر سبتمبر شهر الاحزان الفني علي الاطلاق بعد ان شهد احداث عصيبة
عاشها ثلاثة من ابرز نجوم الفن المصري الذين فقدوا اعز احبابهم ورحلوا
عالمنا تاركين غصة مريرة في قلوب نجومنا وقلوب المصريين عامة ..
البداية في 11 سبتمبر حيث توفى فاروق منير شقيق النجم الكبير محمد منير وذلك بعد صراع طويل مع المرض خلال الفترة الأخيرة ولا يزال منير يعيش حالة نفسية سيئة بعد رحيل أخيه حيث كان أقرب المقربين إليه فقد كان بمثابة أبيه الروحى ووضعه علي الطريق الصحيح في مشوار نجوميته وضرب بعد ذلك منير مثالا في الالتزام الفني عندما رفض الاعتذار عن احيائه حفلا بالاسكندرية وقرر حضوره رغم حالة الحزن والالم التي تعتصره وعلي الرغم من محاولة منير كتم واخفاء احزانه الا من حضر الحفل شعر بمعاناة منير الشديد وبالفعل لما يستمر منير طويلا فالمعتاد ان يغني قرابة 3 ساعات الا انه هذه المرة اكتفي ساعة واحدة غني فيها اغنية انا عمري عيني ما دمعت بمرارة شديدة.
لم يلبث الوسط الفني يخرج من أحزانه بعد وفاة شقيق محمد منير حتي اصيب الفنان احمد السقا بفاجعة مؤلمة وهي رحيل اقرب انسان الي قلبه والده المخرج السينمائى صلاح السقا والذي توفي إثر إصابته بتوقف فى وظائف الكلى وتدهور فى حالة القلب وكان المخرج صلاح السقا مدير لمسرح العرائس فترة طويلة، وأخرج العديد من المسرحيات منها (الليلة الكبيرة، حمار شهاب الدين، صحصح لما تنجح).
والد احمد السقا كان بالنسبة له رمز وكيان وقيمة وقدوة ومثل اعلي قبل ان يكون ابا لذا ظهر الاسى واضحا بشدة علي احمد السقا خلال الجنازة والعزاء ولم يستطع ان يمنع دموعه من الانهمار بغزارة حزنا علي الفقيد الغالي وعلي الرغم من تاثره الشديدة بالجلطة التي اصابت ساقه منذ فترة وجيزة الا انه اصر علي حمل الجثمان والوقوف لفترة طويلة لتقبل العزاء في مدافن الاسرة ولا يزال السقا يعيش حالة من العزلة والاكتئاب الشديد حتي الان.
وجاء الحدث الحزين الثالث وهو خبر وفاة والدة المطرب محمد فؤاد، بعد فترة طويلة من المعاناة من أمراض الشيخوخة فبينما كان محمد فؤاد بصحبة فريق عمل مسلسله الرمضاني (أغلى من حياتي)، فوجئ بمكالمة هاتفية تبلغه برحيل والدته. وفور إعلامه بالأمر، لم يستطع فؤاد من أن يتمالك أعصابه وانهمر في البكاء متناسياً الحضور المتواجد أمامه في الندوة التى أقامها نادي "روتاري" المعادي لتكريم فريق المسلسل.
وما أن هدأ فؤاد بعض الشئ، حتى قام بعمل كل الترتيبات اللازمة، وتم تشييع الجثمان أمام مسجد "رابعة العدوية" عقب صلاة الظهروأقيمت مراسم العزاء بمسجد "الخلافاء الراشدين" بمصر الجديدة، عقب صلاة المغرب. فؤاد كان متخوفاً للغاية من ذهابه إلى حفل التكريم، نظراً للحالة الصحية السيئة التي كانت تمر بها والدته منذ فترة إلا أن الجميع أقنعه بالذهاب إلى الحفل مع فريق العمل لدعمهم وأثناء وجوده بالحفل كان واضحاً للجميع القلق البالغ الذي يشعر به فؤاد، والذي ظهر عندما طلب من الجمهور المتواجد، بنبرة من الحزن، أن يدعوا لوالدته بالشفاء، واستأذن أن يسمحوا له بالمغادرة لكي يبقى معها في مثل هذه الظروف، إلا أن الوقت داهمه وتلقى الخبر قبل أن يغادر.
اللهم الهم نجومنا الثلاثة الصبر والسلوان علي رحيل احبابهم الذين رحلوا عن دنيانا اسكنهم الله فسيح جناته.