إذا تغير الآباء تغير الأبناء...عبارة أصبحت أرددها بكثرة وأومن بها لأني استنتجتها من خلال تجربتي العيادية...
يأتي الآباء بأبنائهم إلى العيادة ليبحثوا عن وصفات سحرية للمشاكل السلوكية التي يعاني منها أطفالهم ....
أغلبهم لا يدرك أن هذه المشاكل السلوكية وأخرى استشفوها من الحياة والمنظومة الأسرية التي ينمون فيها ...
أغلبهم لا يدرك أو يتجاهل أن الطفل هو كالإسفنجة
يمتص ما تعطيه في البيئة التي يعيش فيها...فيصبح بالتالي مرآة تعكس صورة الوالدين بالدرجة الأولى...
فإذن لنلوم أنفسنا إذا كان أطفالنا يفرزون سلوكيات لا ترضينا ...والأهم من ذلك لا نحمل الطفل مسؤولية تصرفاتنا ...
ليس هناك وصفات سحرية بل خطوات للتغيير أولها وأساسها وقفة تأمل في أنفسنا للتعرف على ما نمرره لأبنائنا شعوريا ولا شعوريا وثانيها الإرادة في التغيير وثالثها العمل عليه ...
قصة جد معبرة و مؤثرة وإني أتساءل عن مستقبل هذا الإبن مع أطفاله ...
أتمنى أن يقرأ الأحداث من الجانب الإيجابي ليستفيد من تجربته...وإلا تقمص شخصية والده.
قصة رائعة في دورات التواصل والعلاقات الأسرية وعموما في التنمية الذاتية والبشرية.
*******
أرجوك أبي أعطيني ساعة من وقتك!!
دخل الطفل على والده الذي أنهكه العمل ، فمن الصباح إلى المساء
وهو يتابع مشاريعه ومقاولاته
فليس عنده وقت للمكوث في البيت إلا للأكل أو النوم.
الطفل : لماذا يا أبي لم تعد تلعب معي وتقول لي قصة
فقد اشتقت لقصصك واللعب معك
فما رأيك أن تلعب معي اليوم قليلاً وتقول لي قصة ؟
الأب : يا ولدي أنا لم يعد عندي وقت للّعب وضياع الوقت
فعندي من الأعمال الشيء الكثير ووقتي ثمين.
الطفل : أعطني فقط ساعة من وقتك، فأنا مشتاق لك يا أبي.
الأب : يا ولدي الحبيب أنا أعمل وأكدح من أجلكم
والساعة التي تريدني أن أقضيها معك أستطيع أن أكسب فيها ما لا يقل عن 100 جنيه
فليس لدي وقت لأضيعه معك، هيا اذهب والعب مع أمك.
تمضي الأيام ويزداد انشغال الأب وفي إحدى الأيام يرى الطفل باب المكتب مفتوحا
فيدخل على أبيه.
الطفل : أعطني يا أبي خمسة جنيهات .
الأب : لماذا ؟ فأنا أعطيك كل يوم 5 جنيهات للفسحة، ماذا تصنع بها ؟
… هيا أغرب عن وجهي، لن أعطيك الآن شيئاً.
يذهب الابن وهو حزين ، ويجلس الأب يفكر في ما فعله مع ابنه
ويقرر أن يذهب إلى غرفته لكي يراضيه ويعطيه الـخمسة جنيهات.
فرح الطفل بهذه الجنيهات فرحاً عظيماً، حيث توجه إلى سريره
ورفع وسادته، وجمع النقود التي تحتها، وبدأ يرتبها !
عندها تساءل الأب في دهشة، قائلاً :
كيف تسألني وعندك كل هذه النقود ؟
الطفل : كنت أجمع ما تعطيني للفسحة ، ولم يبق إلا خمس جنيهات لتكتمل المائة
والآن خذ يا أبي هذه المائة جنيه وأعطني ساعة من وقتك ؟؟